قصة و حكمة

بطولة في السخاء

حكي أن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما و هو مشهور بالسخاء , مر علي بستان , فرأي فيه عبدا من العبيد , يعمل فيه و يجمع التمر , فجاءه ابن سيده برغيفين ليأكل فجلس العبد ليأكل , فرأي كلبا قد أقبل نحوه يهمهم و يحرك ذنبه , فألقي إليه برغيف فالتهمه سريعا و اقترب منه يحرك ذنبه – أيضا – فرمي إليه بالرغيف الثاني و قام لعمله!
فعجب عبد الله بن جعفر من فعل هذا العبد ! و اقترب منه و سأله : يا غلام كم قوتك كل يوم؟.
قال العبد : هو ما رأيت.
قال عبد الله : و لم آثرت بهما هذا الكلب؟.
قال العبد : إن أرضنا ليست بأرض كلاب , و علمت أن هذا الكلب ما ساقه إلينا إلا الجوع , فآثرته علي نفسي .
قال عبد الله: و كيف تصنع بنفسك هذا اليوم ؟
قال العبد : أطوي هذه الليلة . أي أبيت علي الجوع .
قال عبد الله : يلومني الناس علي السخاء ! و هذا الغلام أسخي مني , فذهب عبد الله بن جعفر إلي سيد هذا الغلام و طلب منه أن يبيعه غلامه هذا ,
قال سيد الغلام : و لم تريد شراءه ؟
فأخبره بما رأي منه , و انه يريد شراءه و عتقه و شراء البستان و إهداءه إليه .
فقال له السيد : أنت تريد أن تفعل به ذلك بهذه الخصلة الواحدة , و نحن لا نزال نري منه العجائب كل يوم ! .
أشهد أنه حر لوجه الله تعالي و أن البستان هبة مني إليه .

مرسي يا مسيو على مشركتك الجميلة و يا رب تستفيدوا

القصة الثانية
الـــــــــــــــــــقدر

تركها زوجها وحيدة بعد أن وافاه الأجل و بقيت تصارع الحياة ... تشقي لسعادة ابنها ... و تكد و تعمل من أجله , و قد رفضت الزواج مبكرا مرارا و كانت لابنها الأب و الأم و الصديق , حتى أنها تنتظره عند الباب عند عودته من المدرسة ... و قد نشأ نشأة حسنة , علمته و ربته علي الفضيلة فكان من أوائل الطلبة ....
و حين أتم دراسته الثانوية أراد أن يكمل تعليمه في احدي جامعات الدول العربية لكن الأم رفضت الفكرة لأنها لا تطيق الابتعاد عن ولدها الوحيد , و لكن شغف الابن بالعلم جعله يقدم أوراقه .. و أتم إجراءات السفر دون علمها حتى كانت ليلة السفر حيث اخبرها بأنه قد حجز تذكرة إلي بغداد و أن موعد السفر غدا ... حزنت الأم و لكنها اخفت حزنها و فكرت في طريق تبقي فيها ولدها بجانبها ... و في منتصف الليل اخفت الأم جواز سفره و التذكرة , ... و في الصباح ودع الابن أمه و انصرف , و في المطار منعه رجال الشرطة من المغادرة فتذكر أن أمه هي التي اخفت جواز سفره , فرجع غاضبا .. و دخل غرفة نومه و نام
كانت الأم تستمع بسرور إلي المذياع و هي تجهز طعام الغداء لعلمها أن ولدها لن يسافر و قد جلب انتباهها صوت المذياع و هو يقول : لقد سقطت الطائرة المتجهة إلي بغداد و توفي جميع من فيها , فرحت الأم و ذهبت لتخبر ولدها بالقصة فوجدته قد فارق الحياة علي فراشه...