القاهرة - د ب أ
بدأ كتاب ومثقفون وفنانون مصريون وجزائريون وعرب، أمس الاثنين 16-11-2009، حملة واسعة لحث الآلاف من الشخصيات العربية المعروفة للتوقيع على بيان مكتوب يدعو إلى تهدئة الأجواء بين مشجعي فريقي الكرة المصري والجزائري قبل يوم واحد من لقائهما المرتقب في السودان لحسم تأهل أحدهما لكأس العالم 2010.
إذ أطلق عدد من المشاهير، بينهم محمود ياسين ويسرا وهند صبري ونقيب الممثلين المصريين أشرف زكي، الدعوة لتوقيع بيان تهدئة بعدما وصل الأمر حد التحذير من إمكانية وقوع اعتداءات واسعة في أعقاب المباراة الفاصلة، خاصة مع حشد أعداد كبيرة من جمهور البلدين لحضور المباراة في السودان فيما ينذر بوقوع كارثة لو انفلت زمام الأمور.
وشهد الأسبوع الأخير تأجج الوضع بين مشجعي الفريقين المصري والجزائري بسبب المباراة الأخيرة التي أقيمت في العاصمة المصرية مساء السبت ونتج عنها حالة من الغليان في البلدين وفي عدد من العواصم العربية والأوروبية التي شهدت اعتداءات ومسيرات وهجوماً متبادلاً بين المصريين والجزائريين.
وفي حين تبذل الجهود الرسمية الجارية لتهدئة الأوضاع في مصر والجزائر بشكل خاص تبدو المبادرة الأهلية التي تصدى لها عدد من الشخصيات المعروفة محاولة جدية لوقف التعصب الهائج الذي نتج عنه حالات اعتداء على مصريين وجزائريين استغلتها عدد من وسائل الإعلام بشكل غير مسبوق ما تسبب في احتقان شديد على الجانبين.
وندّد أصحاب دعوة التهدئة، وبينهم نشطاء حقوقيون وصحافيون وكتاب وفنانون، بالموقف الحكومي في البلدين الذي وصف بكونه "باهتاً" في مواجهة أزمة تهدد أرواح مواطنين من البلدين يعيشون في البلد الآخر تم الاعتداء عليهم بالفعل.
في الإطار نفسه أطلق الكاتب المصري مصطفى النجار مبادرة بعنوان "الأقصى يجمعنا" تدعو إلى اعتبار المباراة بداية للاهتمام بالقضايا القومية وعلى رأسها قضية القدس المحتلة وتهدف لوقف إطلاق الشائعات التي تتحدث عن قتلى وجرحي بسبب التعصب الكروي.
وقال النجار في بيان، إن المبادرة يتولاها عدد من الشباب المصري والجزائري وتضم صحافيين ومدونين ونشطاء هدفهم جمع الصف وتنقية الأجواء وطيّ صفحة المشاعر السلبية بين الشعبين الشقيقين بسبب الأحداث الأخيرة.
|
وقال النجار في بيان، إن المبادرة يتولاها عدد من الشباب المصري والجزائري وتضم صحافيين ومدونين ونشطاء هدفهم جمع الصف وتنقية الأجواء وطيّ صفحة المشاعر السلبية بين الشعبين الشقيقين بسبب الأحداث الأخيرة.
وأضاف أن المبادرة تدعو نجوم الفريقين أبوتريكة والحضري من مصر وزياني وصايفي من الجزائر برفع رقعة كبيرة تحمل صورة المسجد الأقصى ومكتوب عليها "أمة واحدة.. شعب واحد" قبيل المباراة كما يقوم النشطاء والمدونون بنشر علمي مصر والجزائر متشابكين ودعوة وسائل الإعلام للتوقف عن نشر الأخبار الكاذبة والشائعات المسيئة.
كما بدأ الموسيقي المصري خالد حماد، حملة لجمع نداء مصور، يدعو للتعقل ونبذ التعصب والتعامل مع المباراة باعتبارها مجرد منافسة مشروعة وليست حرباً بين بلدين، مشيراً إلى أن الفكرة بدأت لطرح النداء على موقعي "إيجي فيلم" و"مزازيك" اللذين يملكهما لكنها تطورت لتوزيعها على من يرغب في بثها من القنوات والإذاعات العربية.
وقال إنه بدأ اتصالات واسعة بعدد كبير من أصدقائه وزملائه للمشاركة في الحملة بينهم نقيب الممثلين أشرف زكي والفنانون رامز جلال وماجد الكدواني ومي كساب موجهاً الدعوة لكل المهتمين من الفنانين المصريين والجزائريين والعرب للمشاركة. |
</IMG> |
تهدئة إلكترونية
وشهدت المواقع الإلكترونية وبينها "فايس بوك" بروزاً واضحاً لإطلاق مبادرات تهدئة تحث الطرفين على ضبط النفس ونبذ التعصب، ويتحدث بعضها عن التاريخ المشترك الذي يربط مصر والجزائر ويعدد وقائع تاريخية كثيرة.
وتعددت المعاني التي حملتها عناوين مجموعات بريدية كثيرة على الفيس بوك بين "كلنا عرب.. لا لتعصب الشعوب" الذي أطلقه ثلاثة جزائريين وضم في يومه الأول عدة مئات من المصريين والجزائريين، ومجموعة أخرى بعنوان "مصر والجزائر إخوان" أطلقها شباب مصريون وثالثة بعنوان "من أجل المصالحة بين الجمهوريين الجزائري والمصري" أكدت وجود شبهات خارجية بدليل الاهتمام الإعلامي الإسرائيلي.
من جانبه أصدر رئيس حزب الأمة القومي المفكر والسياسي السوداني الصادق المهدي بياناً من منزله بمدينة أم درمان التي تشهد المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر هاجم فيه كل وسائل الإعلام التي تسببت في تأجيج المشاعر وطالب مشجعي الفريقين بالإبقاء على التنافس الكروي في حجمه".
وقال المهدي في بيانه الذي تناقلته وسائل الإعلام السودانية إنه يهتم بالرياضة ويشجع التنافس فيها لكنه أزعجه نهج بعض أجهزة الإعلام في مصر والجزائر الذي ساهم في تعبئة الرأي العام بصورة تجاوزت الاهتمام بالتنافس الرياضي إلى "شوفينية" شجعت عناصر في البلدين على الاعتداء على مواطني وأملاك الطرف الآخر بصورة تخالف الروح الرياضية.
وأضاف "إنني أتطلع لأداء جيد من الطرفين للمباراة القادمة في السودان وأطالب الإعلام في مصر والجزائر بإدانة كل الممارسات التي أخرجت الاهتمام الرياضي من حجمه وحولت التنافس الرياضي لمواجهات بين الشعبين الشقيقين، كما أرجو من إعلامنا في السودان أن يهتم بالمباراة مع وضعها في حجمها بلا مغالاة ومن أهلنا في السودان والمشاهدين من غير السودانيين التعبير عن مشاعرهم بانضباط |