نبذه عن الخديوى
الخديوى اسماعيل بن ابراهيم باشا بن محمد على باشا خامس حكام مصر من الاسرة العلويه و حكم من 18 يناير 1863م الى أن خلعته انجلترا عن العرش فى 1979 م خلال حكمه أعطى مصر دفعه قويه للمعاصرة الا أنه أغرقها فى الديون ولد فى القاهرة فى 1830 م فى قصر المسافر خانه و كان الابن الاوسط بين ثلاثة ابناء لابراهيم باشا وحفيد محمد على باشا بعد حصوله على التعليم فى باريس عاد الى مصر و اصبح وريثا شرعيا للعرش
توليته للحكم
بعد وفاة اخيه الاكبر و بعد وفاة سعيد باشا فى 18 يناير 1863 م حصل على السلطه دون معارضه و فى 1867 حصل على لقب خديوى من السلطان العثمانى بموجب فرمان مقابل زيادة فى الجزيه و تم بموجب هذا الفرمان أيضا تعديل طريقة نقل الحكم لتصبح بالوراثه لاكبر أبناء الخديوى سنا كما حصل 1873 م على فرمان اخر ليتيح له استقلال اكثر عن الامبراطوريه العثمانيه و عرف بالفرمان الشامل و كان منحه حق التصرف بحرية تامه فى شئون الدولة ما عدا عقد المعاهدات السياسيه و عدم حق التمثيل الدباوماسى و عدم صناعة المدرعات الحربيه مع الالتزام بدفع الجزيه السنويه 750 الف جنيه
الاصلاحات
الاصلاح النيابىتحويل مجلس المشورة الذى اسسه جده محمد على الى مجلس شورى النواب و اتاح للشعب اختيار ممثليهو افتتحت اولى جلساته فى نوفمبر 1866 م الاصلاح الادارىتحويل الدواوين الى نظارات و تنظيم ادارى للبلاد و انشاء مجالس محليه منتخبه للمعاونه فى ادارة البلاد الاصلاح القضائىفى عهد الخديوى اسماعيل اصبح للمجالس المحليه حق النظر فى الدعاوى الجنائيه و المدنيهانحصار اختصاص المحاكم الشرعيه فى النظر فى الاحوال الشخصيهالغاء المحاكم القنصليه و تبديلها بالمحاكم المختلطه 1875 م الاصلاح العمرانى محاولة الارتقاء الحضارى بمصرالانتهاء من حفر قناة السويس و اقامة احتفالات افتتاح قناة السويس انشاء قصر فخمه مثل قصر عابدين و قصر راس التين و قصر القبه و انشاء دار الاوبرا و انشاء كوبرى قصر النيل الشهيرو استخدام البرق و البريد و تطوير السكك الحديديه و اضاءة الشوارع و مد انابيب المياهالنهضه الاقتصاديهزيادة مساحة الارض الزراعيه و حفر ترعة الابراهيميه فى الصعيد مصر و ترعة الاسماعيليه فى شرق الدلتا و زيادة مساحة الاراضى المنزرعة قطنا و انشاء المصانع من بينها 19 مصنعا للسكر و اصلاح ميناء السويس و ميناء الاسكندريه و بناء 15 منارة فى البحرين الاحمر و المتوسط لانعاش التجارةالنهضه التعليميه و الثقافيهزيادة ميزانية المعارف و وقف الاراضى على التعليم و تكليف على مبارك بوضح قانون أساسى للتعليم و تكليف الحكومه بتحميل نفقات التلاميذ فى مصر و انشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات فى مصر و هى مدرسة السينيه و القربيه و انشاء دار العلوم لتخريج المعلمين و انشاء دار الكتب و انشاء الجمعيه الجغرافيه و دار الاثار المصريه و فى عهده ظهرت الصحف مثل الاهرام و الوطن ديون مصر فى عهد اسماعيل
كانت الفائده الاسميه للقرض تتراوح بين 6 و 7 %و اكن فائدتها الحقيقيه تصل الى 12 و 18 و 26 و 27%و كان الخديوى كلما أعوزه المال يستدين بفوائد فى أواخر سنة 1875 و أوائل سنة 1876 م لاضطرار الحكومه الى أداء أقساط الديون المتراكمه و فوائدها فكانت تتحايل للحصول على المال باية وسيلة و منها الاستدانه بواسطة السندات على الخزانه بفوائد فاحشه بالغة ما بلغت فكانت سائرة فى سبيل الخراب بل كان أصحاب الديون و المرابين بخصمون منها مبالغ طائلة لحساب المصاريف و السمسره و حل الفوائد و ما الى ذلك و لم يكن اسماعيل يدقق أو يعارض فى الحسابات التى يقدمها له الماليون و السماسرة فالقرض المشئوم الذى عقد سنة 1873 م بلغ مقداره الاسمى 32 مليون جنيه لم يدخل منه الخزانه سوى 20700000 جنيه و القرض الذى عقد 1870 لم يتسلم منه سوى خمسة ملايين فقط و كان اصله سبعة ملايين
أمثله من اسراف اسماعيل
بنى الخديوى نحو 30 قصرا من القصور الفخمه و كان دائم التغيير و التبديل و كان بعض القصور التى يبنيها لا يكاد يتم بناؤها و تاثيثها حتى يعرض عنها و يهبها لاحد انجال أو حاشيته و قد صرف على هذه القصور ما لا يتصوره عقل من الملايين
أسباب الأسراف
ميله الى الملذات و هذه مساله تعد مبدئيامن المسائل الشخصيه التى لا يصح التعرض لها و لكن أذا تعدى أثرها الى حياة الدولة العامه كانت من المسائل التى لا حرج من الخوض فيها و قد تعرض لهذه الناحيه الكتاب المؤرخين حتى الذين كانوا من اصدقاء اسماعيل و مما يدعو الى الأسف أن أمواله التىكانت تتدفق ذات اليمين و ذات الشمال لم يكن ينال الوطنين منها الا القليل بالنسبه لما ينال الأجانب الذين كانوا يحيطون به و يشملونه بثقته و رعايته
تدخل انجلترا بحجة الديون
عندما لجا الدائنين الى حكوماتهم فسارعت انجلترا و ذلك ليس خوف على الدائنين و لكن لتحقيق حلمها الذى أخذ يراودها منذ حملة فريزر 1807 م و أتخذت من الديون ستار تخفى وراءه الاسباب الحقبقبه و هى مشروع قناة السويس و توسعات اسناعيل فى الحبشه و الدليل على ذالك أن نفس العام الذى تدخلت فيه اجلترا فى شئون مصر هو نفس عام توسعات اسماعيل 1875 م
لكن مهما طال الزمن فان الانجازات و الحقائق تتحدث عن نفسها و لابد للعدل أن ينصف أهله من الشرفاء و لو بعد حين و سيذهب مزابل التاريخ و سيلتهمهم بعوض النسيان حيث لا ذكرى و لا تاريخ لهم بين العظماء من بناء الحضارات المصرية الحقيقيون فسلام على أسرة محمد على فى الماضى و الحاضر و المستقبل