عندما تضيق الدنيا

عندما تضيق الدنيا بك أو تضيق أنت بها.. عندما تتزايد عليك الضغوط من أولادك.. وزملائك.. وأصدقاؤك.. وزوجتك.. وأهلك.. وجيرانك.. عندما تشعر بالاختناق من الزحام المروري.. ومن الحر القائظ.. وعندما تقف عاجزاً أمام حل فزورة مرتبك واحتياجاتك.. وعندما تشعر باليأس من استجابة الحبيب لنداءات قلبك وعقلك.. وعندما تفشل في تحقيق السعادة لنفسك ولمن تحب.. وعندما تسود الدنيا في عينيك.. وعندما تشعر بالحيرة.. والقلق.. والزهق.. وعندما.. وعندما.. وعندما.. تتململ من الأيام والساعات والليالي.. فاعلم أنك مصاب بحالة من الاكتئاب والاحباط.. واحذر واحترس من ان تنزلق أكثر وأكثر لتصل إلي درجة الانهيار النفسي.. وسارع بالهرب من كل شيء ومن أي شيء.
صحيح أن الهروب ليس حلاً.. وربما يسميه البعض حالة من حالات الجبن.. أو الضعف.. أو الفشل.. لكنه في النهاية أفضل لك من أية مواجهة مع نفسك أو مع غيرك.. فربما تؤدي تلك المواجهة إلي مزيد من الخسائر والجراح.. ومزيد من العذابات.. ومزيد من التلاسنات.. ومزيد من الحيرة.. ومزيد من الانهيار.. ومزيد من المواجع.
لذا اقترح عليك أن تنجو بنفسك من نفسك.. واغلق محمولك.. واغلق تليفونك الأرضي.. ولا تقرأ الصحف.. واذهب إلي مكان جديد.. تخلو فيه إلي نفسك.. وتصفو فيه من همومك.. وترتاح فيه من متاعبك.
إذهب إلي شاطئ.. أو إلي أي مكان هادئ تحبه.. وجدد حياتك لتستعيد نشاطك وحيويتك.. وتناول ما تحب من الطعام.. ومارس طقوس الراحة.. والسكينة.. والاسترخاء.. واستغرق في نومك بعمق.. واملأ رئتيك بهواء نقي.. وتخلص من كل ما يقلقك من هواجس.. ومن وساوس وألق بالجميع في أقرب سلة مهملات.. أو اودعهم بأقرب فريزر.. فالحياة لن تتوقف بابتعادك المؤقت.. وحركة التاريخ لن تختل.. ورزقك لن ينقطع.. وعمرك لن يقصر أو يطول بسبب هروبك من واقعك وعدم مواجهتك لكل مشاكلك مرة واحدة.
فربما تقع عليك بعض خسائر بسبب رفعك المؤقت من الخدمة.. لكنني اؤكد لك أن استمرارك في طاحونة حياتك وأنت محبط أو مكتئب لن يفيدك.. وربما يضرك.. ويضر كل من حولك.. والأفضل لك ولهم أن تغتسل.. وتتطهر من كل همومك.. ومواجعك.. وأن تستعيد لياقتك النفسية.. وأن تتأهل لجولة جديدة في مطحنة الحياة.
وإن لم تصدقني.. فاسأل نفسك سؤالا ًواحداً.. كم ممن تعرف أو تصادق أو تحب تتوقع أن يشارك في جنازتك؟ وأرجوك ألا تكون متفائلاً فتتوقع أن جنازتك ستتسبب في عرقلة حركة السير والمرور.. وأرجوك ألا تعتقد أن كل من سيسمع نبأ وفاتك سيخر ساقطاً منهاراً.. وأرجوك ألا تتفاءل بأن كل زملائك سيهبون للسير خلف جثمانك أو للصلاة عليك.. وأرجوك ألا تتفاءل بأن أقاربك سيهتمون بشئون أبنائك وأسرتك.. وأرجوك ألا تتفاءل بأن ورثتك سيتحسرون علي فراقك.. بل من المؤكد أنهم سيختلفون علي توزيعات إرثك.. وسيتشكك كل منهم في الآخر.. وستندلع الخلافات بينهم علي إرثك أثناء تلقيهم العزاء فيك.. ولهذا كله أعود وأكرر لك عليك أن تنجو بنفسك.. فقضاء الله واقع في حينه ولا مناص منه.. ولكن عليك ألا تعيش متألماً.. مكبوتاً.. مخنوقاً.. محسوراً.. وانج بنفسك.. وحافظ علي صحتك.. وثق وتأكد أن صحتك هي رأسمالك الأكبر فلا تفرط فيها.. فإذا اختلت صحتك لما استطعت أن تصمد في مواجهة كل الهموم التي تحاصرك من كل الاتجاهات.
باختصار ياعزيزي.. أقول لك غير حياتك ولا تتغير أنت.. وغير من منهج تفكيرك تجاه الآخر.. فمن لا يرضيك لا ترضيه.. ومن يزعجك لا تريحه ومن لا يحبك انسه.. ومن لا يهتم بشئونك لا تهتم به.. ومن لا يتفهم كتالوج إنسانيتك لا توجع دماغك في فهم طلاسم إنسانياته.. ومن لا يدللك لا تدلله.. ومن لا يشتاق إليك احرمه منك.. ومن لا يتقرب إليك ابتعد عنه.
وأخيراً أقول.. ومن لا يعجبه كلامي.. فلا يلوم إلا نفسه عندما يستفيق من غيبوبته ويكتشف أنه داخل غرفة الانعاش بالمستشفي بسبب تعرضه لأزمة صحية أو نفسية عافانا.. وعافاكم الله.

--------------------

أقول لك غير حياتك ولا تتغير أنت.. وغير من منهج تفكيرك تجاه الآخر.. فمن لا يرضيك لا ترضيه.. ومن يزعجك لا تريحه ومن لا يحبك انسه.. ومن لا يهتم بشئونك لا تهتم به.. ومن لا يتفهم كتالوج إنسانيتك لا توجع دماغك في فهم طلاسم إنسانياته.. ومن لا يدللك لا تدلله.. ومن لا يشتاق إليك احرمه منك.. ومن لا يتقرب إليك ابتعد عنه


مشكوررررررررر رائع جداااا

رااااااااااااااااااااائع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]